بسم الله الرحمن الرحيم
دمعتي وغروري
--------------------
غافلتني دمعة .....
هربت من بحر احزاني
قتلت ابتسامة وجهي الكاذبة
وايقظت جروح قلبي الساكنة ....
كنتُ اعيش فرحة وهمية ....
في دوامة نسيان الابدية .....
كنتُ انسى كي لا اتذكر ....
وها هي دمعتي تذكرني كي لا انسى ....
عادت لتدخلني في غيبوبة الماضي .....
فلم يكن بوسعي الا ان انجول في اروقة الذكريات
واقلب دفاتر زمن بعيد مات ......
لطالما محوت اوارقه بمستقبلي الزائف ...
فجاءت دمعتي من ذلك الزمن ....
لترسم كلماته جروحاً اعمق
على رقعة قلبي الضعيف ....
وبدأت المعاناة ......
عندما استوقفني ذلك البستان المنسي ....
قادني غروري يومها الى انكار وردتي الحمراء ...
كانت حجتي البلهاء .....
ان كل ورود العالم ستذبل يوماً
وها هي وردتي تعود من جديد ....
وقد ازداد جمالاً عذباً فريد ....
تطير الفراشات ملونة من عينيها
وتخرجُ حمائم البيضاء من صدرها .....
اقتلي غروري بعبيركِ .....ليتها تقتلني ايضاً
فأنا لا استحق حياة في عالمها الجميل
عالمها الذي لم يعرف غبار الزمن لمدنه طريق ....
ولن تحتلهُ اشواك بالاوهام غريق .....
عالمها الذي يشرق بنور الندى .....
وينام على انغام احلامه الصافية .....
لا يعرف خريف او شتاء ....
فهو من ينشر بابتسامته الربيع في السماء ....
ماذا فعلت بي يا غروري ....
اعميت قلبي بسوادك .....
ولم تجف دمعتي بعد من اعمالك ....
ما زالت تؤلمني ....
واقفة على شفتي الجافة .....
تذكرها بايامها الوردية ....
وعذوبة قلبها المنسية .....
يا آهٍ ماذا ستكون حجتي هذه المرة لاعود ....
لادخل مدينة اسوارها العالية ....
بنيت بحجارة غروري وحججي الواهية ...
اقتليني .....
دمريني ....
عذبيني ....
ثم سامحيني ....
وعبداً في بلاط قلبكِ اقبليني ....
حارساً على خزائن جمالكِ اكرميني ....
من امطار الحزن بصدركِ احميني ....
ثم اقتليني ....
فأنا الهثُ لاموت شهيداُ ...
في ليلة حبٍ شاعرية صدقيني ....
دمعتي ماذا فعلتي .....
اشكركِ وابكي ....
او اقتلك وامضي ....
افضل الرجوع ...
ولتدمن ايامي الدموع ....
فانا ساموت .... سأموت فارساً ..
في بستان وردتي الحمراء خائناً مغروراً
في عالم لا يعرف الوفاء ....
ولكن ذاك الفارس هو هاوري ....
----------------