:بسم الله:
المقدمة :ـ
تن سب الدولة الأموية إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان سيداً من سادات قريش في الجاهلية.. وكان بنو أمية من الم تأخرين في دخول الإسلام إذ أسلم أبو سفيان بن حرب عند فتح مكة. ولكن بعد إسلامهم أبلوا في خدمة الإسلام بلاءً حسناً وكان لهم دور كبير في عدد من الأحداث الجسام أذكر منها دورهم البطولى في حروب الردة، كما ساهم بنو أمية في نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية. وقد كانت نشأة الدولة الأموية قصة تاريخية مشهورة إذ كان التمهيد لبدايتها فتنة شديدة قامت بين رابع الخلفاء الراشدين سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حين عارض معاوية خلافة على بن أبى طالب بحجة أن علياً تهاون في الدفاع عن عثمان بن عفان رضى الله عنه . وأسفرت هذه الفتنة عن معارك عنيفة بين الجانبين استمرت حتى يوم 17 رمضان سنة 40 هجرية حين قتل أحد الخوارج الخليفة الراشد سيدنا على بن أبى طالب .. وكان من الممكن أن تستمر هذه المحنة طويلاً لولا أن الحسن بن على الذى بويع بالخلافة بعد أبيه رضى الله عنهما تنازل عنها لمعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حقناً لدماء المسلمين وتوحيداً لكلمتهم .. وقد كان ذلك في عام 41 هـ الذى سمى بعام الجماعة.. وهو يعد البدء الحقيقى للدولة الأموية التى بدأت بالتحديد حين أخذت البيعة لمعاوية بن أبى سفيان بالكوفة يوم 25 ربيع الأول عام 41 هجرياً واستمر معاوية في الحكم فترة تزيد على العشرين سنه ثم ورث الخلافة من بعده الى ابنه يزيد مما احدث فتنه اخرى حيث امتنع عن المبايعة عدد من اكابر المجتمع وقتها منهم الحسين بن على رضي الله عنهما ووقعت في عهده حوادث وفتن جسيمة استمر أثرها الى الوقت الحاضر ومن بعد وفاة يزيد حدثت قلقلة في البيت الأموي بعد مبايعة معاوية بن يزيد وخرجت الخلافة في بقية الأقاليم من يد الأموين الى عبدالله بن الزبير حيث يعتبره معظم المؤرخين خليفة المسلمين في تلك الفترة الى ان عادت الخلافة الى الأموين عن طريق مروان بن الحكم بن العاص وبقيت الخلافه في نسلة الى ان سقطت على يد بني العباس عام 132هـ وكان آخر خلفائها مروان الملقب بالحمار وكان من اشهر الخلفاء عمر بن عبدالعزيز الذين يعتبر في التاريخ الاسلامي خامس الخلفاء الراشدين لعدلة وسيره على نهج الخلفاء الراشدين ومنهم عبدالملك بن مراون ابو الجبابرة الاربع وكان للدولة الأمويه الفضل بعد الله في انتشار رقعة الاسلام والجهاد .
العرض :ـ
الأمويون، بنو أمية: أولى الأسر المسلمة الحاكمة التي حكمت ما بين 662 إلى 750 و كانت لها عاصمتين دمشق و الاندلس
وهم من البيوت الكبرى في قريش، وبيوت الرئاسة فيها. و أمية هو أبن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الجد الأكبر للأمويين.
أشهر سادات بني أمية أبو سفيان وأسمه صخر ابن حرب، وهو سيد قريش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والذي أسلم عام الفتح .
مؤسس السلالة الأموية الحاكمة بدمشق هو معاوية بن أبي سفيان (662-680 م) كان أخوه يزيد بن أبي سفيان واليا على الشام في عهد الخليفة الأول أبو بكر وبعد وفاته بعث هو واليا عليها منذ 657 م من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
الخلافة الاموية – ( دمشق ):ـ
مؤسس الخلافة الأموية - معاوية بن أبي سفيان
تولى الخلافة معاوية الأول بن أبي سفيان (662 - 680م) بعدما تنازل له الحسن بن علي رضي الله عنهما في عام الجماعة سنة 41هـ بعد 6 أشهر من مقتل والده الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واتخذ معاوية من دمشق عاصمة للخلافة الاسلامية . وبذلك انتقلت الخلافة إلى الفرع السفياني من بني أمية، اسس معاوية الخلافة الاموية وارسى كيانها كخلافة قوية جذب مخالفيه على طاعته ارسى كيان الدولة وعمل على توحيد المسلمين . وتميز حكمه بالحكمة والحلم. أنشأ أول اسطول بحري أسلامي ، ووصل إشعاع الحضارة الإسلامية من دمشق إلى اصقاع بعيدة من العالم ، من بعد معاوية بن ابي سفيان انتقلت الخلافة إلى : -
الخليفة يزيد الأول بن معاوية استمر تطور الدولة الاسلامية في عهده وقعت واقعة كربلاء الشهيرة والتي قتل فيها حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين هو واهله واصحابه حيث خرج على يزيد رافضاً خلافته وكان أول من خانه الذين وعدوه بالنصر في الكوفة رغم ان كثيراً ممن بقي من الصحابة والتابعين نهوه عن الخروج من المدينة خوفاً عليه من الخيانة والغدر ، بعدها ثار عبد الله بن الزبير بن العوام على يزيد بن معاوية وبايعة اهل الحجاز واليمن والجزيرة والعراق .
من بعده معاوية الثاني بن يزيد الأول بن معاوية والذي تنازل عن حقه في الخلافة لأنه محباً للعلم والأدب والشعر ولم يكن يرغب في الخلافة رغم أنه تولاها 6 أشهر ومن بعدها ترك الأمر شورى بين المسلمين .
الخليفة مروان الأول بن الحكم . ويعتبر هو المؤسس الحقيقي للخلافة الأموية في دمشق، حيث توالى ابناؤه على الحكم من بعده استمرت الفتوحات في عهده ومتداد الدولة نحو الشرق , مات مروان بن الحكم بالسم وخلفة ابنه عبدالملك .
الخليفة عبدالملك بن مروان :ـ
من بعده آلت الخلافة إلى ابنه عبد الملك بن مروان بن الحكم (685 - 705م) وهو مؤسس الفرع المرواني في الخلافة الأموية والمؤسس الفعلي لكيان الدولة الأموية القوية. وأستطاع الخليفة عبد الملك بن مروان (685-705 م) من أن يسيطر على الأمور و يخضع الخوارج على يد المهلب بن أبي صفره وأن يخمد ثورات العراق ويقتل عبد الله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي بعد حصار لمكة دام 6 شهور ، وازدهرت العلوم في عهده وصك النقود الاسلامية الاموية ، واقام المكتبات وشجع العلماء واهتم بهم ، وأنشأ في دمشق الكثير من دور العلم والمدارس والفقه ودور العبادة واجتذب العلماء والمفكرين والفقهاء وتم في عهد الخليفة عبدالملك تعريب الدواوين الحكومية بعدما كانت المراسلات والسجلات تكتب بالرومية والقبطيةوبناء مسجد قبة الصخرة على وضعهة الحالي حتى اليوم كم زادت في عهد عبد الملك رقعة الدولة وامتدادها .
الخليفة الوليد الأول بن عبدالملك :ـ
من بعد الخليفة عبدالملك بن مروان آلت الخلافة إلى ابنه البكر الوليد (705 - 715 ميلادي) تواصلت حركة الفتوحات والغزوات الإسلامية وفتح الامويون مزيدا من البلاد في آسيا شرقآ إلى أوروبا غربا لتصبح الدولة الاسلامية أهم واكبر أمبراطورية في التاريخ على الاطلاق الدولة الاموية وعاصمتها دمشق ، اذ وصلت سنة 711 م غرباً حتى إسبانيا في أوروبا ، ثم شرقا حتى تخوم الهند و الصين في وسط آسيا، ثم سنة 715 م كان غزو بخارى و سمرقند وتكملة فتح الاندلس وغيرها من البلاد في كل اتجاه ، وفي عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك تم تطوير بناء الجامع الاموي - جامع دمشق الكبير واهتم بعمارته وزينة بالفسيفساء والزخارف والنقوش ليصبح الجامع الاموي بدمشق أهم معلم اسلامي ، وكان للعلم والعلماء والادباء والشعراء مساحة من اهتمام الوليد وشجعهم واهتم بأنشا العمائر في عاصمة الدولة دمشق وفي المدن الاسلامية كافة وظهر فن العمارة الاموية الذي تميز بعد ذلك .
ممما هو جدير بالذكر في عهد الخلفاء الامويون تقدمت وازدهرت الخلافة بكل مقوماتها وقوتها ، وامتد النفوذ الاموي في كل مكان شرقآ وغربآ وعملوا على تقوية أواصر الدولة الأسلامية التي وصلت إلى أكبر اتساع لها بشكل لم تصل اليه اي دولة أسلامية في كافة العهود السابقة او اللاحقة ، وبرزت الدولة الآسلامية كأمبراطورية ضخمة بكل المقاييس وصل نورها إلى اصقاع بعيدة من العالم ، وازدهرت في العهد الأموي العلوم والعمارة والادب والشعر والفنون والصناعة .
تواصل الخلافاء الأمويون فتولى الخلافة الخليفة سليمان بن عبد الملك ، و الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز بن مروان الأول بن الحكم وهو الخليفة الأموي الذي لقب بخامس الخلفاء الراشدين وعرف بالعدل والزهد والسخاء على الرعية حتى لم يبقى في عهده من يستحق الزكاة (قيل أنه مات مسموماً) ، ومن بعده يزيد بن عبد الملك والذي اراد ان يسير بالناس سيرة عمر لكنه فشل بسبب حاشية السوء ، ومن ثم الخليفة هشام بن عبدالملك .
الخليفة هشام بن عبدالملك :ـ
تولى الخليفة هشام بن عبد الملك (724-743م) الخلافة ليكمل رسالة الخلافة الاموية الحضارية واهتم في ترسيخ الامن في الولايات الاسلامية كافة ، ووصلت الحضارة الاسلامية الاموية في عهده إلى مستوى من التقدم في شتى المجالات ، واشتهر عهده بأزدياد اقبال العلماء وانشأ المزيد من دور العلم والمدارس التخصية ودور العبادة وعرفت فنون العمارة الاموية الاسلامية المميزة للعهد لاموي التي تميزت ببناء القصور والحصون التي انتشرت في دمشق والشام وارجاء البلاد الاسلامية .
ومن بعد هشام بن عبدالملك تسلم الخلافة على التوالي وهم :-
الخليفة الوليد الثاني بن يزيد الثاني بن عبد الملك وهو أول خلفاء عهد الضعف للدولة الأموية ، كان مهملاً للخلافة طائشاً لايُحسن تصريف الأمور (مات مقتولاً) .
الخليفة يزيد الثالث بن الوليد الأول بن عبد الملك كان حسن السيره حاول إنقاذ مايمكن إنقاذه من الدولة بسبب ثورات العرب اليمانية والقيسية لكن بعد فوات الأوان .
الخليفة إبراهيم بن الوليد الأول بن عبد الملك تولاها بعد أخية يزيد الثالث ولم يستمر بها أكثر من 6 شهور حيث ثار عليه ابن عم أبيه مروان الثاني بن محمد بن مروان بن الحكم .
و اخر الخلفاء الأمويون في المرحلة الاولى كان الخليفة مروان الثاني بن محمد (744-750م) الذي واجه مأمرة من العباسيين الذين تمكنوا من قبض زمام الأمور وتكوين دولتهم في خراسان فواجه دسائس المفسدين والخارجين على اسس الدولة الاسلامية إلى ان أنتهى مروان مقتولاً في دير بمصر بعد هروبة من جنود العباسيين وبه إنتهى عصر الخلافة الاموية في المشرق سنة 750 م والذي دام أكثر من 90 سنة .
الخلافة الاموية ــ( الاندلس ):ـ
أسس السلالة الأموية الحاكمة في الأندلس عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام (756-708 م) من أحفاد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وأحد القلائل الناجين من المذابح التي أقامها العباسيين للأمويين (750 م) لقبة الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بصقر قريش لشجاعتة وذكائة. فر إلي الأندلس واقام خلافة أموية في الأندلس .
عمل عبد الرحمن ثم ابنه هشام (788-796 م) ثم حفيده الحـَكم (796-822 م) على إرساء و تقوية دعائم الدولة الجديدة، قاموا بتوحيد أراضي الأندلس الإسلامية و حاربوا الممالك المسيحية في الشمال.
عاشت الدولة الاموية مجدها الأول في عهد عبد الرحمن الأوسط (822-852 م)، عرفت البلاد ازدهار حركتي الآداب والعلوم والعمارة والفن وبلغت حالة متقدمة من التمدن، كما عرف عن الأندلسيين أثناء ذلك العهد تمتعهم بثقافة وطبائع راقية. أصبحت الدولة الاموية في بلاد الأندلس مركزا حضاريا كبيرا في غرب العالم الاسلامي .
تلت هذه المرحلة مرحلة انقسمت فيها دولة الأمويين إلى أجزاء تولى كل منها حاكم مستقل. شجع حال الدولة حينذاك الممالك النصرانية في الشمال على القيام ومحاولة استعادة الأراضي التي دخلت تحت حكم الاسلام (بداية حركة الاسترداد).
عبد الرحمن الثالث لكن مع تولى عبد الرحمن الثالث (912-916 م) استعادت البلاد وحدتها السياسية وقوتها العسكرية. منذ 929 م ومع بلوغ الدولة الاموية في الاندلس أوج قوتها وضعف الخلافة العباسية وانهيارها في المشرق استرد عبد الرحمن لقب الخلافة ، و قام بشن حملات عسكرية على أطراف مملكته ليؤمن حدودها ويضعف الممالك النصرانية . واجه الفاطميين في شمال إفريقية واستطاع عن طريق أعوانه أن يضم المغرب (فاس: 923 م) وبلاد موريتانيا إلى دولته وزادت قوة دولته بالاندلس . كما قضى على دولة الأدارسة.
عرفت البلاد أوجها الثقافي في عهد ابنه الحكم (961-976 م) الذي استطاع أن يواصل سياسات أبيه واستمرار عصر ازدهار الدولة .
بعد وفاته تولى الحكم ابنه هشام (976-1013 م) والذي كان دون السن التي تؤهله القيام بأمور الحكم. وضع الأخير تحت وصاية الحاجب المنصور (978-1002 م).
بعد سنة 1009 م دخلت الأندلس مرحلة الحروب الاهلية، كثر أدعياء السلطة مع دخول بني حمود العلويين السباق.
سقط آخر الخلفاء الأمويين هشام (1027-1031م ) سنة 1031 م.
دخلت الأندس بعدها عهد ملوك الطوائف.
مميزات الخلافة الاموية :ـ
قامت الخلافة الأموية واتخذ بني امية دمشق عاصمة لها واصبحت منارة للعلم والعلماء والفقهاء واهتم الخلفاء الامويون بالعمارة وانشاء المساجد وفتحوا الكثير من البلاد من حدود الصين شرقا إلى الاندلس غربا واصبحت أكبر خلافة في التاريخ الاسلامي امتدت سلطتها في جميع الاتجاهات واصبحت مدينة دمشق العاصمة أهم مدن العالم الاسلامي ، واهتم الخلفاء الامويون بمدارس العلم و العمارة واهتموا ببناء المساجد كما الجامع الاموي بدمشق والمسجد الاقصى في القدس والمسجد النبوي بالمدينة المنورة ومسجد قرطبة وغيرها في ارجاء الخلافة التي اتسعت في كل اتجاه .
انجازات الخلافة الاموية :ـ
باتساع الخلافة الأموية وضمها للعديد من البلاد في الشرق والغرب قدمت الخلافة الكثير من المعطيات للحضارة الاسلامية ، اهتم الخلفاء بالحياة الاقتصادية لمختلف البلاد الاسلامية وبتعين الولاة والحكام ومحاسبة المقصرين منهم ، وفي ارجاء الخلافة المترامية الاطراف كما في العاصمة دمشق اهتموا بالصناعة والعلم والفقه والطب وانشئوا المشافي وقدموا العلاج وشجعوا العلماء وافتحوا المكتبات والمطابع ، وصكوا أول عملة اسلامية ( الدينار الاموي ) ، وعمل الخلفاء الامويون على جمع المسلمين والمساواة والحكم بالعدل واتخذوا من الكتاب والسنة مرجع في أدارة شئون الخلافة ، وساهم الامويون في نشر الدين الاسلامي بشكل كبير في وسط اسيا وحتى مشارف باريس حيث موقعة بلاط الشهداء بعهد الخلافة الاموية في الاندلس, وقد تم بناء أول اسطول بحري اسلامي في عهد الخلافة الاموية .
الخاتمة :ـ
ومرَّت دولة الأمويين في الأندلس بأجواء عاصفة، ومشحونة بالصراعات الدموية بين عناصر الأسرة الحاكمة، حيث اعتلى منصب الخلافة عدد من الخلفاء لم يكن أحد منهم على مستوى الأحداث.
فقد تولى الأندلس في تلك الفترة عدد من الخلفاء الأمويين يزيد على عدد من تولوا طيلة القرون الثلاثة الماضية، وضاعت هيبة الخلافة وانقسمت البلاد مرة أخرى وبرزت العنصرية المقيتة بشكل واضح، ووصل الأمر إلى أن يستعين كل فريق على خصمه بنصارى الشمال الذين كانوا ينتهزون تلك الفرصة للحصول على الحصون نظير إجابتهم طلب النجدة.
وبعد تلك الأحوال التي وصلت إليها الأندلس كان الأمر الطبيعي المتوقع حدوثه أن تسقط الدولة الأموية بالأندلس، وقد حدث ذلك بالفعل بموت آخر خلفائها المعتمد بالله سنة 422هـ، وبموته أعلن الوزير أبو محمد بن جهور انتهاء الخلافة، لعدم وجود من يستحقها، وأنه سيحكم الدولة جماعة من الوزراء على نظام شبه جمهوري.
وبانتهاء هذه الفترة انقسمت البلاد إلى دويلات صغيرة، واستقل كل أمير بمقاطعته، وأعلن نفسه ملكًا عليها، ودخلت الأندلس في عصر جديد هو عصر ملوك الطوائف .
و من اسباب تدهةر الدولة الاموية :ـ
تكمن تلك الأسباب أولاً في غياب القائد والأداة القادرة على الحسم في الوقت المناسب: فالأندلس في هذه الفترة كانت بحاجة إلى أمثال عبد الرحمن الداخل الذي أسسها وإلى أمثال عبد الرحمن الناصر الذي بنى مجدها الحضاري.
ثانيًا: الفصل بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية:
منذ تأسيس الدولة ظلَّ الأمير أو الخليفة يجمع السلطتين الزمنية والروحية حتى سيطر على الحكم الحاجب المنصور بن أبي عامر وأبناؤه، فانتزعوا السلطة الزمنية لأنفسهم وتركوا الخلافة مجرد رمز لا معنى له في الأصل، وكان هذا الفصل مقدمة لنهاية الخلافة.
ثالثًا: التركيبة الاجتماعية للأندلس:
كان أهل الأندلس أخلاطًا متنافرة من السكان بعضهم عرب وبعضهم بربر وبعضهم صقالبة، وبعضهم مولدون وبعضهم مستعربون أو يهود، وكان لزامًا على الحكم أن يصنع الحزم لأن الرغبة في الاستقلال تجعل هناك نوعًا من الحساسية.
رابعًا: الاستعانة بأمراء وملوك الممالك الإسبانية الشمالية:
أدَّى التنازع بين الأمراء إلى استعانة البعض بالنصارى مقابل التنازل عن بعض الحصون والمدن الحدودية وهذا بالتأكيد أدى إلى تفكك الدولة الأموية.
ومن المؤلم تصور الصرح الشامخ الذي بناه رجال أمثال عبد الرحمن الداخل والأوسط والثالث ورجل مثل المنصور بن أبي عامر، ينهار خلال بضع سنوات وذلك استجابة لسنة من سنن الله في الأرض : "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، ويصبح الأندلس بعد ذلك دويلات وإمارات صغيرة وادعى كل حاكم من هؤلاء أنه ملك مقتدر بل أنهم جميعًا تلقبوا بألقاب تدل على سعة الملك وعظيم الشأن وهي لا تنم عن حقيقة حالهم، وقد وصف ابن رشيق حال الأندلس في ظل هذه الدويلات بقوله:
مما يُزَهِّدني في أرض أندلس أسماء معتضد فيها ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد